حكمة لقمان.. ما هي الحكمة من سورة لقمان؟

إن وصية الأب لأبنه تكون من أعظم الوصايا التي يتركها الإنسان والتي قد يعتبرها البعض ميراثه في الدنيا، ولهذا سنتناول في موضوع هذا اليوم عن الحكمة التي جاءت في القرآن الكريم من شخص قد اتاه الله الحكمة وهو سيدنا لقمان، سنتعرف اليوم على الحكمة التي قالها سيدنا لقمان لأبنه.

حكمة سيدنا لقمان في القرآن الكريم

وفي صدد التعرف على الحكمة التي قالها لقمان لأبنه، فسنبدأً موضوعنا لهذا اليوم بالتعرف على النصوص القرآنية التي وردت في سورة لقمان بخصوص الحكمة التي قالها لقمان لأبنه والتي تبدأ وتقول: بسم الله الرحمن الرحيم }وَإِذۡ قَالَ لُقۡمَٰنُ لِٱبۡنِهِۦ وَهُوَ يَعِظُهُۥ يَٰبُنَيَّ لَا تُشۡرِكۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ (13) وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ وَهۡنًا عَلَىٰ وَهۡنٖ وَفِصَٰلُهُۥ فِي عَامَيۡنِ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيۡكَ إِلَيَّ ٱلۡمَصِيرُ (14) وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِيلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَيَّۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ (15) يَٰبُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثۡقَالَ حَبَّةٖ مِّنۡ خَرۡدَلٖ فَتَكُن فِي صَخۡرَةٍ أَوۡ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَوۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَأۡتِ بِهَا ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٞ (16) يَٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرۡ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمۡشِ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٖ (18) وَٱقۡصِدۡ فِي مَشۡيِكَ وَٱغۡضُضۡ مِن صَوۡتِكَۚ إِنَّ أَنكَرَ ٱلۡأَصۡوَٰتِ لَصَوۡتُ ٱلۡحَمِيرِ{ .

معني يعظه في القرآن الكريم

وكما ورد في القرآن الكريم بإن معنى يعظه تعني أن يحذره من الوقوع في شر ما، وتتكلم الآيات عن تحذير سيدنا لقمان لابنه من الشر وترغيبه في فعل الخير، حيث أنه قال له لا تعبد غير الله، وأن الشرك بالله هو من أعظم الذنوب التي قد يقع بها الإنسان ويرتكبها في حق نفسه.

معني يا بني لا تشرك بالله

وكما ورد في الآيات فإن سيدنا لقمان أخبر أبنه بأن لا يشرك بالله، والشرك بالله هو معناه أن يتخذ إله مع الله كما فعل معظم الناس في تلك العصور والأوقات وهي عبادة الأصنام على الرغم من معرفتهم بوجود إله واحد أحد ولكنهم اختاروا أن يجعلوا مع الله شريك، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وتستمر الآيات في توصية أبن لقمان بالوالدين وضرورة مصاحبتها في الدنيا حتى لو أرادوا منك أن تشرك بالله.

وصايا لقمان لأبنه

دعونا نتعرف سوياً على كافة الوصايا التي أوصاها سيدنا لقمان لأبنه، هيا بنا:

• أن يقيم الصلاة على أكمل وجه ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر
• وأن يصبر دائما على ما أصابه من مكروه
• وإلا يستهين بالحسنات أو السيئات مهما كانت صغيرة حتى لو كانت بحجم الخردل، فإن الله عليم بشكل شيء ويجازي العبد بها يوم القيامة
• يجب عليه ألا يتكبر على الناس أو يعرض بوجهه عنهم
• يجب أن تمشي بوقار بين الإسراع والدبيب
• الخرص على إخفاض الصوت، فإن أقبح الأصوات هي التي تشبه صوت الحمير في علوها
• أن لا يمشي في الأرض فرحاً ولا يتفاخر فإن الله لا يحب كل مختال فخور
• أن يشكر الله على النعم التي أنعمها عليه

سبب نزول سورة لقمان

كان سبب نزول سورة لقمان على النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاء إليه المشركين وسألوه عن سيدنا لقمان وابنه وكم كان ابنه باراً بوالديه ولهذا نزلت سورة لقمان.

من هو سيدنا لقمان

سيدنا لقمان هو شخص كان قد أتاه الله الحكمة وقيل أن سيدنا لقمان كان عبداً عند شخص ما، وفي يوم من الأيام قد أراد الرجل أن يأكل من الشاه فقال للقمان أتي بأطيب شيئين في الشاه فأتى باللسان والقلب لأن ليس بهم أي عظم، وبعد عدة أيام قاله له أتي بي بأخبث شيئين في الشاه فأتى بالقلب واللسان، فقال له كيف للقلب واللسان أن يكونا أخبث شيئين في الشاه، فرد لقمان عليه لا شيء أطيب من القلب واللسان إذا طابا، ولا شيء أخبث من القلب واللسان إذا خبثا، فأعطاه سيده حريته بسبب حكمته وذكائه.

وفي النهاية نتمنى أن نكون قد وضحنا كافة التفاصيل بخصوص حكمة سيدنا لقمان لأبنه كما تعرفنا سوياً على سبب نزول سورة سيدنا لقمان، كما تعرفنا على سيدنا لقمان وكيف كان شديد الحكمة والذكاء.