تعريف الرثاء لغة واصطلاحًا pdf

يعد الرثاء من أنواع التراث العربي الأصيل ، كما أنه من فنون الشعر العميقة والصادقة خلال التعبير عنها، وفي أغلب الأوقات تكون ألوان الرثاء مجتمعة معا في آن واحد ولكن يغلب أحدهما الآخر فيدعى بالعمل الشعري ومن خلال هذا المقال نوافيكم تعريف الرثاء لغة واصطلاحًا بالإضافة إلى مناقشة خصائص فن الرثاء.

تعريف الرثاء لغة واصطلاحًا

يعرف الرثاء في اللغة بأنه صوت البكاء مع الحديث على الميت، أو الكلام خلال البكاء عليه، أما الرثاء في الاصطلاح فما هو سوى ذكر محاسن ومناقب الميت والصفات الحميدة التي كان يتصف بها كالصدق والشجاعة والعفة والكرم مع وصف مشاعر الحزن والألم بعد فراقه..

فهو يصنف من أكثر دروب الشعر عاطفةً، لأنه يأتي من القلب وكلما كانت علاقة الشاعر قوية بالميت كلما كان رثائه بشكل أفضل في المعاني المختارة وجزالة الألفاظ ، والعاطفة المتدفقة، وقد اشتهر ذاك الفن عند العرب بشكل كبير لما فيه من تخليد لذكرى الميت ومناقبه.

أغراض فن الرثاء

بعد معرفة تعريف الرثاء لغة واصطلاحًا نجد أن أغراض الرثاء قد اختلفت عند العرب فمنها ما اختص برثاء النبي صلى الله عليه وسلم ومن أبرز الشعراء في ذلك المجال كان الشاعر حسان بن ثابت عندما فجع المسلموم من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، كما أن هناك رثاء يتعلق بفقدان الأقارب كالأب والأم والأخت والابن والابنة والأخ..

كما أن هناك رثاء للزوجة ولكنه لم يحقق انتشارا كبيرا  عند العرب اعتقادًا من أنه يعبر عن ضعف الرجل، ولكنه حقق شهرة كبيرة بعد ذلك وقد صار من أروع ما قيل عند العرب في ذلك الميدان ، وهناك رثاء متعلق بالوطن وقد نال شهرة كبيرة فكان ذلك مرتبطًا بالأحوال السياسية والاجتماعية المتغيرة التي مر العرب بها خلال التاريخ كفقدان الأندلس والحوادث التي صارت على يد المغول.

خصائص فن الرثاء

يلزم الاعتماد على الأحاسيس والمشاعر الصادقة من قبل الشاعر لكتابة فن الرثاء فبعد استيفاء تعريف الرثاء لغة واصطلاحًا نجد أن من خصائص الرثاء ما يلي:

• نشر الحزن والشكوى من قبل الشاعر للسامعين.
• إلقاء القصيدة بصورة تفاعلية ليشعر بها المتلقي وتصل القصيدة بكل المخزون العاطفي الذي تتضمنه إليه وتمكن المتلقي من التفاعل معها.
• ذكر الخصال الحميدة للميت وثناء الشاعر عليه وذكر الصفات التي عرف بها في حياته.
• حمل المشاعر الصادقة والمؤثرة في النفس عند سماع القصيدة.
• البعد عن التصنع في الشعر حتى لا تخرج القصيدة عن الغرض الرئيسي لها وهو رثاء المتوفى.
• بدء قصائد الرثاء في غالب الأمر بخطاب العين في البكاء على الميت وفراقه.

أشهر قصائد الرثاء

هناك مجموعة من القصائد في فن الرثاء قد نالت شهرة كبيرة بصرف النظر عن غيرها من بقية القصائد في نفس المجال وذلك يرجع إلى تدفق شاعرية الشاعر ومشاعره الصادقة خلال التعبير عنها والصدق والبلاغة في التعبير حيث تلامس قلب المتلقي حتى بعد مرور قرون عديدة على نظمها ومن أبرز تلك القصائد الرثائية ما يلي:

• قَذىً بِعَينِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُ…أَم ذَرَفَت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُ
• كَأَنَّ عَيني لِذِكراهُ إِذا خَطَرَت :::فَيضٌ يَسيلُ عَلى الخَدَّينِ مِدرارُ تَبكي لِصَخرٍ هِيَ العَبرى وَقَد وَلَهَت :::وَدونَهُ مِن جَديدِ التُربِ أَستارُ
• تَبكي خُناسٌ فَما تَنفَكُّ ما عَمَرَت :::لَها عَلَيهِ رَنينٌ وَهيَ مِفتارُ
• تَبكي خُناسٌ عَلى صَخرٍ وَحُقَّ لَها :::إِذ رابَها الدَهرُ إِنَّ الدَهرَ ضَرّارُ
• لا بُدَّ مِن ميتَةٍ في صَرفِها عِبَرٌ :::وَالدَهرُ في صَرفِهِ حَولٌ وَأَطوارُ

على الرغم من مزايا فن الرثاء فهو في غالب الأمر يتم لمدح المتوفى وذكر مناقبه ولكن بعض الشعراء قد استغلوا ذلك الفن في ذكر مناقص الموتى وعيوبهم والتقصير في الصفات الحميدة  وبعضهم كان ينظم الرثاء بغرض النفاق والمجاملة فكان يميل إلى التصنع في الشعر.