تعريف الإسراف.. ما معنى الإسراف في الحديث؟

الإسراف هي أحد الصفات السيئة في الإنسان، والتي لا يتم اقتراحها أبدًا أن تكون صفة به، وذلك لأن الله تعالى حثنا ورسوله الكريم على عدم الإسراف في الأمور كلها، ويمكنك أن تقوم بالتعرف على ما معنى الإسراف بشكل عام وما الفرق بينه وبين التبذير عبر ذلك المقال، فعبر موقعنا سنقوم بتوضيح تعريف، ومعرفة معنى الإسراف في الحديث

تعريف الإسراف

الإسراف هو زيادة الدفع ولكن ليس بغرض التبذير أو بعدم العلم عنه، وهو في المعنى الاصطلاحي أنه قيام الشخص بفعل الشيء خارج الحد المتعارف عليه له والإفراط بفعله.

بينما في اللغة فالإسراف هو إهدار المال أو بذره بدون نية داخل الفرد بهذا البذر، وأنه هو تجاوز الحد المعقول للشيء.

وبالتالي فإن الإسراف هو الجهل بمقادير الحقوق والصرف في الشيء بأكثر من حقه أو إعطائه أكثر مما ينبغي.

ما معنى الإسراف في الحديث؟

الإسراف في الحديث هو نوع من أنواع الكلمات الزائدة والتي لا يجب قولها، والتي يمكن أن تكون سبب في أذية الكثير من الأشخاص دون العلم، فقط يتم قول الكلمات الزائدة عن الحد والتي لا يوجد لها قيمة لدرجة قولها، ولكن يتم قولها لكي تكون زيادة في الحديث.

وهذا لنوع من الإسراف يتم إحداث العديد من المشاكل المختلفة بسبب أن الشخص يقوم بقول العديد من الكلمات التي لا يوجد لها حقيقة أو الأقوال الغير موجودة، والتي يمكنك أن تكون بها بعض الكلمات الكاذبة التي تخرج بدون قصد.

وقيل عن رسولنا الكريم أنه عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من الإسرافِ أن تأكلَ كلَّ ما اشتَهَيتَ) “ضعيف الترغيب”.

وهو ما يعني أن هناك العديد من الأنواع المختلفة في الإسراف، وليس فقط أنك تقوم بالإسراف في المال، بل هو المال والأكل والحديث والماء والنوم، فيجب أن تكون معتدلًا في كافة الأشياء التي تقوم بها، ولا تسرف في أيًّا منها.

الفرق بين الإسراف والتبذير

هناك فرق واضح بين الإسراف والتبذير بشكل عام، وذلك لأن الإسراف هو أن يقوم بالشخص بالجهل في تقدير الشيء، او أن يقوم بصرف الشيء أكثر مما ينبغي وزائدًا عليه، وقال رسولنا الكريم عن الإسراف أنه عن جد عمرو بن شعيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كلُوا واشربوا وتصدَّقوا في غيرِ مخيلةٍ ولا سرفٍ فإنَّ اللَّهَ يحبُّ أن يَرى أثرَ نعمتِه على عبادِهِ).

بينما التبذير هو صرف الشيء فيما لا ينبغي، أي تقوم بالصرف أو الحصول على الأشياء لمجرد الطمع في الحصول عليها وأنت تعلم جيدًا أن ذلك الشيء أنت لست بحاجة إليه بشكل فعلي، ومن هم ينفقون في غير حق، فعن أعبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كلْ مِنْ مالِ يتيمِكَ غيرَ مسرِفٍ، ولا مبذِّرٍ، ولا متأثِّلٍ مالًا ، ولا تَقِ مالَكَ بمالِهِ)، كما قال لنا الله تعالى في كتابه العزيز { إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} (سورة الإسراء: الآية 27).

آيات وأحاديث عن الإسراف

يوجد العديد من الآيات القرآنية والاحاديث التي حدثنا الله تعالى رسوله الكريم من خلالها عن الإسراف وحثنا على عدم القيام به، ومن خلال ما يلي سنقوم بعرض أبرزهم:

• عن عبد الله بن عمرو أنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنَّ رَجُلًا سأَلَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: ليس لي مالٌ، ولي يتيم؟ فقال: كُلْ مِن مالِ يتيمِكَ، غيرَ مُسرِفٍ ولا مُبذِّرٍ، ولا مُتأثِّلٍ مالًا ، ومِن غيرِ أنْ تَقيَ مالَكَ -أو قال: تَفديَ مالَكَ- بمالِه، شَكَّ حُسَينٌ).
• روى أبو موسى الأشعري أنه عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه كانَ يَدْعُو بهذا الدُّعَاءِ: رَبِّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وجَهْلِي، وإسْرَافِي في أمْرِي كُلِّهِ، وما أنْتَ أعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطَايَايَ، وعَمْدِي وجَهْلِي وهَزْلِي، وكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ وأَنْتَ المُؤَخِّرُ ، وأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ.
• عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (كلْ مِنْ مالِ يتيمِكَ غيرَ مسرِفٍ، ولا مبذِّرٍ، ولا متأثِّلٍ مالًا ، ولا تَقِ مالَكَ بمالِهِ)
• عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كُلُوا واشرَبوا والبَسوا في غيرِ إسرافٍ ولا مَخيلةٍ)
• قال الله تعالى في كتابه العزيز: { وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا} (سورة الفرقان: الآية 67)
• قال الله تعالى { يَٰبَنِىٓ ءَادَمَ خُذُوا۟ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا۟ وَٱشْرَبُوا۟ وَلَا تُسْرِفُوٓا۟ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ } (الأعراف: الآية 31)
• قال الله تعالى { وَإِذَا مَسَّ ٱلْإِنسَٰنَ ٱلضُّرُّ دَعَانَا لِجَنۢبِهِۦٓ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُۥ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَآ إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُۥ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ } (سورة يونس: الآية 21)
• قال الله تعالى في كتابه العزيز { وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ ٱلْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا } (سورة الإسراء: الآية 29)
• وقال الله عزّ وجلّ { وَهُوَ ٱلَّذِىٓ أَنشَأَ جَنَّٰتٍ مَّعْرُوشَٰتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَٰتٍ وَٱلنَّخْلَ وَٱلزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُۥ وَٱلزَّيْتُونَ وَٱلرُّمَّانَ مُتَشَٰبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَٰبِهٍ كُلُوا۟ مِن ثَمَرِهِۦٓ إِذَآ أَثْمَرَ وَءَاتُوا۟ حَقَّهُۥ يَوْمَ حَصَادِهِۦ وَلَا تُسْرِفُوٓا۟ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ } (سورة الأنعام: الآية 414).

وصلنا الآن إلى ختام مقالنا والذي أوضحنا به كل ما يمكن العلم به عن الإسراف، وكيف وجهنا الله تعالى ورسوله الكريم عن ألا نقوم بها في حياتنا وأن ضررها كبير علينا، ويمكنك أن تقوموا بمعرفة اهم الآيات والأحاديث الشريفة التي تحدثت عنها وما هو الفرق بين الإسراف والتبذير من خلال هذا المقال.