تطرقت الخطابة في العصر الجاهلي لعدد من الموضوعات

عندما تقع أعيننا على كلمة العصر الجاهلي في أي موضوع أدبي أو له علاقة باللغة العربية، فإننا نعلم أننا سوف نتحدث عن عصر من أقوي العصور الأدبية وأفضلها، فلا ننسي أن العرب نبغوا من الأساس في اللغة العربية، لذا سوف نتحدث في هذه المقالة عن موضوعات الخطابة في العصر الجاهلي.

موضوعات الخطابة في العصر الجاهلي

شاع الكثير من أنواع الخطابة في العصر الجاهلي، والتي بسببها تم ظهور واتقان فن الخطابة قديما، واليكم موضوعات أو أنواع الخطابة في العصر الجاهلي:

1- الخطب الوعظية

هذا النوع من أنواع الخطب يتحدثوا فيه عن المواعظ والحكم التي كانت تحث على الالتزام بالأخلاق، والتمسك بمحاسن الصفات، وعلى الرغم من أن العرب كانوا يعبدون قديمًا الأصناء ويتخذون من دون الله إلهًا.

ولكن كانوا يتميزون بالكثير من الصفات الحميدة مثل: إكرام الضيف ومساعدة المحتاجين والغرباء وأيضا كانوا يقفون بجانب الضعفاء، واشتهرا أيضًا بالغيرة الشديدة على نسائهم.

2- الخطب الحربية

كانت هذه الخطب في الجاهلية عبارة عن شرارة نار، حيث يحث فيها الخاطب قومه على الحرب وأن يكونوا بواسل، وأن يبذلوا أقصي ما بوسعهم كي يحاربوا لآخر قطرة دماء بهم، فكانت تقال هذه الخطب بحماسة شديدة، كي تحفز الجنود على فتك الأعداء الذين يريدوا اغتصاب أرضهم ونهب خيراتها والحفاظ على أرضهم وعرضهم.

3- خطب الصلح

كانت هذه الخطب تقال في مجالس المتخاصمين، للصلح بينهم وهذه كانت صفة جيدة أيضًا في العرب، فتكون وقتها النفوس مشحونة، لذا تقال هذه الخطب لتهدئة النفوس بين المتخاصمين، لذا كانت الكلمة في الخطبة في هذه المجالس بحساب، لأن كلمة واحدة كفيلة لأن تشعل الحرب مرة أخري.

فكانت هذه الخطب تعيد الأمن والاستقرار بينم القبائل مرة أخري، أود أن أنوه أن هذه المجالس لازالت تقام في عصرنا هذا للصلح بين المتخاصمين مع حضور عدد من كبار السن لحل هذه المشكلات.

4- خطبة المفاخر

من اسمها تدل على الفخر، فكانت هذه الخطب يقوم بها فرد من أعالي القوم في الجاهلية، بشرط أن يكون هذا الشخص علي علم بتاريخ قبيلته الحافل بالفخر، فتتحدث الخطبة عن الحروب والمعارك التي خاذتها هذه القبيلة.

وكم الضرر التي ألحقته بالعدو، غير ذلك أيضًا كانوا يتحدثون عن أسلافهم وأجدادهم ويتفاخرون بهم، وكم من تضحياتٍ قدموها من أجل بقاء هذه القبيلة.

5- خطبة الزواج

كانت خطب الزواج تقام عند خطبة العرب قديما، وخاصة إن كانت العروس ليست من نفس القبيلة، وهذا منطقي لأن حينها يجب أن يعرف العربي القديم عن نفسه فمن هو ويتحدث عن أصله وعائلته فهم شرف له، حيث كان العرب قديمًا متماسكون جدًا ببعض، فعلو الشخص من علو عائلته.

ثم بعد ذلك يبدأ الخاطب بالتحدث عن نفسه والمميزات التي يحظى بها، سواء كانت هذه المميزات أخلاقية مثل المروءة والشجاعة والأصالة والفروسية والحكمة والأخلاق الحميدة، أو تكون هذه المميزات مميزات مادية مثل كم من الذهب أو الدواب تمتلك قبيلته، وان كان لديهم نشاط أو تجارةٍ معينة.

6- خطبة التعزية

تقال هذه الخطب في حالة الميت، فكانت هذه الخطب تقال من أحدي أفراد القبيلة يحكي فيها عن مميزات المتوفي وكم هو كان على خلق وشجاعة وغيرها، ثم بعد ذلك يقدم بض الكلمات التي كانت تهون بعض الشيء على أهل الميت وتقديم العزاء لهم، كانت هذه العادات موجودة إلى أن نزل الدين الإسلامي واستبدل كل ذلك بالتعزية البسيطة.

ما هي الخطابة

فن الخطابة هو إحدى الفنون النثرية التي تقدم من شخص يؤمن بفكرة أو بشيء معين أمام جمع من الناس، وذلك لإقناع الناس بتلك الفكرة وإدهاشهم وإبهارهم أيضًا، ولكي يحقق الخاطب كل هذا يجب أن تكون كلماته بأسلوب السهل الممتنع.

أي الكلمات القوية وفي نفس الوقت تكون سهلة الفهم، لأنك قد تخاطب جموع ناس من مختلف العقول والتفكير فيجب أن تصل إلي أكبر عدد من أذهان من أمامك.

في الفقرة السابقة نعتت من يقول الخطبة بالخاطب وليس الخطيب رغم أن اللفظ الدارج هو الخطيب، ولكن لفظ الخطيب هذا يندرج تحت صيغة المبالغة، ونستنتج من هذا الكلام أن من يقول الخطبة ليس من اللازم أن يكون كثير الخطب ولكن كما قولنا سابقًا أهم شيء الإقناع.

في نهاية المقال يمكننا القول بأن فن الخطابة هو إحدى الفنون القديمة القوية التي لازال ممتد حتى يومنا هذا، فهؤلاء العربي القدامى فعلًا علمونا الكثير من الفنون الجميلة التي لا زلنا نستخدمها في مناسباتنا حتى الآن.