تحليل المقامة القردية.. لماذا سميت المقامة القردية؟

نعرض اليوم في مقالنا تحليل المقامة القردية كونها واحدة من أهم الأعمال الفنية العربية والتي في ظاهرها تبدو قصة عادية مُجسدة في عمل فني لموقف عابر ولكنها في الحقيقة عند النظر إليها بشكل أعمق سترى من خلالها عرض للحضارة والثقافة في زمن كتابتها، وقد خضعت للكثير من التحليل والحديث وهو ما سنعرضه لكم في التالي في مقالنا.

تحليل المقامة القردية

عند الرغبة في تحليل المقامة القردية فهناك جانبين يجب أن يتم التحليل عبرهم ومن خلالهم وهم الجانب الموضوعي والجانب الفني، وفي التالي سنتعرف إلى كلًا منهم:

1- التحليل الموضوعي للمقامة القردية

من الناحية الموضوعية يمكن أن نقول إن من كتب تلك المقامة هو الكانب أحمد بن الحسين بن يحيي الهمذاني والذي كان يُكنى بأبي الفضل وهو أول من كتب فن المقامات وبعده اقتفى أثره الكثير من الكتاب، وتدور قصتها حول اثنين من الشخصيات وهما عيسى بن هشام والآخر هو أبو الفتح الإسكندراني، ففي حين كان الأول يتمشى في بغداد بعد أن عاد من موسم الحد رأى حلقة من الرجال يجتمعون حول أمر ما وصوتهم يعلو بالضحك.

عندما اقترب بصعوبة ليستكشف الأمر وما السبب وراء هذا الضحك وذلك التجمع رأى رجلًا يحمل قرد ويُرقصه أمام الجميع وهو ما يجعلهم يضحكون لمظهره وأفعاله حتى أن البعض من الحضور صار يقلد حركات القرد وكان من بينهم عيسى نفسه الذي صار يرقص مقلدًا للقرد، وبعد الانتهاء من ذلك العرض ذهب عيسى لعرف من هذا الرجل فوجد أنه أبو الفتح.

عندما يسأل عيسى ذلك الرجل عن السبب الذي جعله ينزل بهذا القدر الكبير من السخرية والاستخفاف بالعقول يجب أبو الفتح بأبيات من الشعر معناهما أنه لم يتمكن من الحصول على الرزق إلا بتلك الطريقة.

2- التحليل الفني لمقامة القردية

في السابق تعرفنا على التحليل الموضوعي لتلك المقامة وهناك أيضًا تحليل فني يتضمن النظر إلى المحسنات البديعية وغيرها من مزينات الشعر العربي، وتاليًا نتطرق للتفاصيل:

• وقد كساني الدهش حُلته: كانت من الأبيات التي قيلت وهنا شبه الكاتب الدهشة التي يمر بها الإنسان بالثياب الذي يمكن أن يرتديه وذلك تعبير عن شدة الذهول والمفاجأة التي علت وجه الكاتب.
• حتى افترشت لحية رجلين: يعبر الكاتب هنا عن شدة الزحام بالمكان وأنه كان يجلس بين رجل عن يمينه وآخر عن يساره كأنه يجلس على لحاهم من شدة ضيق المكان.
• يلوي الطرب أعناقهم: يشبه الكاتب هنا الطرب بإنه إنسان يلوي عنق إنسان آخر وفي ذلك كناية عن شدة الطرب والاستمتاع والسحر الذي كانوا فيه.
• ساقني الحرص إلى ما ساقهم: يشبه الكاتب هنا الحرص بإنه إنسان يسوق الناس إلى مصائر واحدة وفي ذلك كناية عن الانتباه والحرص.
• فرقصت رقص المُحرج: يشبه الكاتب نفسه هنا بأنه كلب محرج أي الذي يرتدي ودعًا، وفي ذلك كناية عن أنه يدور برأسه يمينًا ويسارًا في محاولة للوصول إلى المشهد ليرى من بين الزحام.

المقامة الفردية مكتوبة

في السابق تعرفنا على تحليل للمقامة الفردية ولكن ماذا قيل فيها، هذا ما نعرضه في التالي:

الـذَّنْـبُ لِـلأَيَام لاَ لِــي *** فَاعْتِبْ عَلَي صَرْفِ اللَّيالِي

بِالحْمْقِ أَدْرَكْتُ الـمُـنَـى *** وَرَفَلْتُ فَي حُلَلِ الجَمَـالِ

 تحليل المقامة القردية تعتبر من أهم الموضوعات الأدبية التي كان يمكن أن نتحدث عنها ونتعرف عليها في مقالنا اليوم لما تتضمنه من أهمية أدبية، ونأمل أننا تمكنا من توضيح ما يجب توضيحه عنها.