اول قبيله يهوديه نقضت عهدها مع رسول.. من أول من نقض العهد مع محمد؟

من خلال التعرف على أول قبيلة يهودية قامت بنقض عقدها مع الرسول، سوف نتعرف على جزء هام في التاريخ الإسلامي، والذي مر بالعديد من المرحلة المختلفة، والتي تم من خلالها نشر تلك الدعوة على المستوى العالمي، لذلك سوف نتعرف أكثر على أولى القبائل ناقصة عقدها مع الرسول.

أول قبيلة يهودية نقدت عهدها مع الرسول

يمكننا الإشارة إلى أن الرسول أول ما قام بفعله بمجرد الهجرة إلى المدينة هو القيام بكتابة صحيفة المدينة، والتي تعتبر أول دستور عرفه الإسلام، بالإضافة إلى أنها من أقدم الدساتير المعروفة في العالم.

حيث كان الغرض من ذلك هو تنظيم علاقة المسلمين مع كافة الطوائف الموجودة في المدينة المنورة، حيث كان من أشهر تلك الطوائف هم اليهود الذين كانوا من أكثر الأخطار التي تهدد الدعوة الإسلامية نتيجة لمكرهم وخبثهم في إعداد المكائد.

وقد ما توقعه الرسول من اليهود في تلك الحالة وجده، حيث كانوا يهود بني قينقاع هم أول من نقضوا العهد مع الرسول الكريم، وكان ذلك النقد نتيجة للحقد على الدعوة الإسلامية، عندما تمكن المسلمين من الفوز في غزوة بدر أولى الغزوات الإسلامية.

وقد دفعهم حقدهم على المسلمين على القيام بنقد العهد، حيث تمكن المسلمين بعد تلك الغزوة من الحصول على المكانة الرفيعة بين الفئات الموجودة في شبه الجزيرة العربية، مما يعني ظهورهم كقوة كبيرة بين باقي القوى السياسية في المدينة.

شكل نقد العهد، وبداية غزوة بني قينقاع

يمكننا الإشارة إلى أن يهود بني قينقاع كانوا من أشد اليهود حقدًا على المسلمين، حيث كانوا في الظاهر يعلنون أنهم مع المسلمين على قلب رجل واحد، ولكن في الحقيقة، هم لم يتوقفوا للحظة واحدة عن التعاون مع المشركين وبدأت أحداث تلك الغزوة عندما قامت إحدى النساء الملسلمات بالذهاب إلى أحد الصاغة اليهود لشراء حلي لها.

لكي يتجمع عليها مجموعة من الشباب الغوغاء من اليهود، والذين قاموا بمحاولة كشف وجهها، وقاك التاجر بتثبيت ثوبها في الأرض، حيث نجرد أن تتحرك ينكشف جسدها، لذلك تدخل أحد رجال المسلمين لقتل ذلك الصائغ، مما دفع إليه الشباب اليهود لقتله، ومن هنا بدأت الغزوة.

أحداث غزوة بني قينقاع

عندما وصلت تلك الأخبار إلى الرسول قد أصابه الأمر بالغضب الشديد، لذلك قام بتجهيز جيش من المسلمين من أجل حصار بني قينقاع، والذي استمر لمدة 15 يوم، ولم ينتهي ذلك الحصار إلا بخروج بني قينقاع من المدينة المنورة تجاه الشام، تاركين خلفهم كافة الممتلكات والأموال الخاصة بهم.

موقف حلفاء بني قينقاع

كان الصحابي عبادة بن الصامت من أشهر حلفاء هؤلاء القوم، وقد أعلن براءته منهم حينما قال «يا رسول الله، أبرأ إلى الله وإلى رسوله من حلفهم، وأتولى الله ورسوله والمؤمنين، وأبرأ من حلف الكفار وولايتهم».

أما الحليف الثاني هو عبد الله بن أبي سلول، والذي كان يطلب من الرسول أن يكون هو الوسيط بينه وبينهم، ولكن جاء رد الرسول عليه بالحديث القائل ” لا والله لا أرسلك حتى تحسن في موالي، قد منعوني من الأحمر والأسود، تحصدهم في غداة واحدة؟ إني امرؤ أخشى الدوائر “.

نصوص عهد الرسول مع اليهود

قد نصت المعاهدة بين اليهود والمسلمين، على العديد من النصوص التي تدل على سماحة الدين الإسلامي، يمكن التعرف عليها من خلال النقاط التالية:

• اليهود والمسلمين أمة واحدة، وهذا يدل على أن للمسلمين دينهم ولليهود دينهم.
• لا يكون بين كل من اليهود والمسلمين سوى النصح والنصيحة، وذلك من أجل تجنب أي أذى يمكن أن يحدث.
• كل من المسلمين واليهود يتحمل النفقات الخاصة به دون الاعتماد على الآخر.
• لا يجب أن يأثم أي طرف بالآخر، حيث إن نصرة المظلوم من كلا الأطراف هي واجب على كلا الطرفين.
• نفقة الأموال تكون بين اليهود والمسلمين معًا، وذلك في حالة الحرب معًا في صف واحد.
• في حالة وقوع أي خلاف بين كلا الطرفين في كلا العهود، يكون الرجوع إلى الله تعالى وإلى الرسول الكريم.

يمكننا أن نستنتج أن تلك العهود والنصوص تدل على مدى التسامح لدى الدين الإسلامي، بالإضافة إلى أنها من أكبر الأدلة على أن الرسول الكريم كان يرغب في الحصول على الهدوء والاستقرار الذي يمكنه من إتمام بناء دولته الإسلامية،وذلك بغرض نشر الدعوة الإسلامية في العالم أسره

يمكننا أن نشير إلى أن الحضارة العربية الإسلامية تعتبر من أعظم الحضارات التي مرت على التاريخ الإنساني وذلك من خلال ما قدمته للعالم، وقد مرت تلك الحضارة بالعديد من المراحل، وقد أدت تلك المراحل بتعرفنا على تلك الحضارة العظيمة والدعوة الدينية الكريمة.