الهمزية في مدح خير البرية صلى الله عليه وسلم

قصيدة الهمزية في مدح خير البرية صلى الله عليه وسلم من أهم القصائد التي يمكن أن نتحدث ونكتب عنها في موقعنا، حيث إنها واحدة من أهم القصائد التي تمت كتابتها في مدح النبي محمد وكانت ذا قوة وجمال سلب العقول والقلوب حتى أن هناك شعراء من كبار الشعراء كتبوا على غرارها ولونها، وفي التالي من خلال مقالنا نتعرف أكثر إلى تلك القصيدة.

الهمزية في مدح خير البرية صلى الله عليه وسلم

في يوم من الأيام كتب الشاعر المبجل البوصيري قصيدة في مدح الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – ونالت إعجاب واستحسان الجميع للدرجة التي جعلت أمير البلاد يطلبها منه ويحتفظ بها في صندوق خاص، ناهيك عن إعجاب عامة الشعب بتلك القصيدة، وفي التالي نعرض بعضًا من أبياتها:

كَيْفَ تَرْقَي رُقيّكَ الأَنْبياءُ

يا سَمَاءً مَا طَاوَلَتْها سَمَاءُ

لَمْ يُسَاوُوكَ في عُلاَكَ وَ قَدْ حَا

لَ سَنًي منْكَ دُونَهُمْ وَسَنَاءُ

أنَّمَا مَثّلُوا صفَاتكَ للنّا

س كَمَا مَثَّلَ النُّجومَ المَاءُ

أنْتَ مصْبَاحُ كُلّ فَضْل فَمَا تَصْ

دُرُ الا عَنْ ضَوْئكَ الأَضْوَاءُ

لَكَ ذَاتُ العُلُوم منْ عَالم الغَيْ

ب وَمنْهَا لآدَمَ الأَسْمَاءُ

لَمْ تَزَلْ في ضَمَائر الكَوْن تُخْتَا

رُ لَكَ الأُمّهاتُ و الأَبَاءُ

مَا مَضَتْ فَتْرَةٌ منَ الرُّسْل ألاَّ

بَشَّرَتْ قَوْمَهَا بكَ الأَنْبياءُ

تَتَبَاهي بكَ العُصُورُ وَتَسْمُو

بكَ عَلْياءُ بَعْدَهَا عَلْياءُ

وَبَدَا للوُجُود منْكَ كَريمُ

منْ كَريم أبَاؤُهُ كُرَمَاءُ

نَسَبٌ تَحْسَبُ العُلاَ بحلاهُ

قَلَّدَتْهَا نُجُومَهَا الجَوْزَاءُ

حَبّذَا عقْدُ سُؤْدَد وَفَخَار

همزية البوصيري

إن قصيدة الهمزية التي كتبها الإمام البوصيري في مدح الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – يُقال عنها أنها تجاوزت أربعمائة بيت، وفي السابق عرضنا مجموعة من تلك الأبيات وفي التالي نعرض المزيد منها:

أَنْتَ فيه اليَتيمةُ العَصْماءُ

ومُحَيًّا كالشَّمْس منْكَ مُضيءُ

أسْفَرَتْ عَنْهُ لَيْلَةٌ غَرّاءُ

لَيْلةُ المَوْلد الذي كانَ للدّي

ن سُرُورٌ بيَوْمه وازْدهاءُ

وَتَوَالَتْ بُشْرَي الهَواتف أَنْ قَدْ

وُلدَ المُصْطَفَي وحَقَّ الهَنَاءُ

وَتَدَاعَي أيوانُ كسْرَي وَلَوْلاَ

أيَةٌ منْكَ مَا تَدَاعَي البناءُ

وغَدَا كُلُّ بَيْت نَار وفيه

كُرْبَةٌ منْ خُمُودهَا وبَلاءُ

شرح درس الهمزية في مدح خير البرية

بعد أن عرضنا العديد من الابيات التي تم تداولها في قصيدة الهمزية للإمام البوصيري فسيكون من المهم أيضًا أن نوضح بعض الشرح لتلك القصيدة الطويلة التي يمكن أن تكون عصية الفهم للبعض، وفي التالي نتناول الشرح من خلال جانبين اثنين كما يلي:

1- موضوع قصيدة الهمزية للبوصيري

تمت كتابة تلك القصيدة على بحر يُسمى بحر الخفيف وهو بحر من البحور الشعرية الشهيرة، وتم تسمية تلك القصيدة بذلك الاسم بسبب أن لها قافية ثابتة على مدار القصيدة وهي الهمزة وهو ما يمكن ملاحظته بسهولة عند الاطلاع على القصيدة كاملة، بالنسبة لموضوعها فهي تتحدث عن سيرة الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – وتذكر محاسنه الكثيرة على المستوى الأدبي والعلمي.

كما أوضحت مدى الحب الذي يكنه والمسلمون له وكذلك أهمية وضرورة الطاعة له والتوقير والإجلال وغيرها من تلك المعاني الجميلة، بالإضافة إلى ما سبق فإن القصيدة تعج بالكثير من الصور الفنية والتشبيهات الرائعة التي توضح مدى براعة الشاعر وكذلك تعكس نظرته ورؤيته للرسول – صلى الله عليه وسلم -.

2- شرح بعض مصطلحات الهمزية

أيضًا من الأمور التي تستحق الشرح والتوضيح في تلك القصيدة هي بعض الألفاظ والمصطلحات التي يمكن أن تكون غريبة بعض الشيء على من يقرأ، وفي التالي نعرض أبرزها مع شرح لها:

• سنا: يعني الضوء.
• علياء: يُقصد به الشيء المرتفع مثل السماء.
• سناء: المقصود به الارتفاع والعلو.
• سؤدد: يعني المجد والسيادة والشرف ورفعة القدر.
• مُحيا: وهو الوجه.
• عصماء: وهو المنيع.
• البطحاء: هي الأرض المنبسيطة.
• إيوان كسرى: وهو مثال يتم ذكره للبنيان الرفيع الغريب الصنع ذو الحصانة والوثاقة الكبيرة.
• بُرحاء: وهي شدة الحزن والهم.
• الإفضاء: يُقصد به ما الاتساع والخلا.
• ارتياء: هو التأمل والتفكر.
• الغمامة: وهي سحابة بها تتغير شكل السماء.
• الصلاء: لفظ جمع لصلي وهو الذي يحترق بالنار.
• ازدهاء: التفاخر والتبجح.
• ليلة غراء: وهي ليلة مشهورة.
• الجوزاء: وهي أحد بروج السماء.
• القيوح: وهو إفراز أبيض خاثر يأتي من التهاب الأنسجة من تأثير الجراثيم.

قصيدة الهمزية في مدح خير البرية صلى الله عليه وسلم من العناوين التي من خلالها نتعرف على الكثير من المعلومات المهمة عن قصيدة من أهم القصائد التي تمت كتابتها في مدح الرسول والتي تستحق أن تنال كل هذا الإعجاب التي نالته.