القيم الروحية والمادية في العصر الجاهلي.. ما هي القيم الروحانية؟

اتسم العصر الجاهلي بالعديد من المظاهر والقيم التي كانت تعكس الحياة الجاهلية في العديد من الصور كانت تلك الصور روحية أو مادية ولهذا سنتعرف سوياً اليوم على القيم الروحية والمادية في العصر الجاهلي.

ما هي القيم الروحية

القيم الروحي هي لغة تنسب القيم الروحية إلى الروح، أي إن محلها عالم الروح ومكوناته لا الجسد، ويمكننا القول أن القيم الروحي هي مجموعة العقائد والتراث والمفاهيم المجتمعة والآداب التي تظهر في سلوك الأفراد والمجتمعات وعلاقاتهم ببعضهم، غير القائمة على النفعية أو المصالح المباشرة.

القيم الروحية في العصر الجاهلي

القيم الروحية في العصر الجاهلي كانت تخرج في الغالب من الدين أو ما يمكن يعتبر ديناً في ذلك الوقت وكان العرب في الجاهلية المعروفة أكثرهم على الوثنية وهناك من كان يعبد الكواكب ومظاهر الطبيعة واتخذوا العديد من الرموز ومن ضمن تلك الرموز:

1-الوثنية الجاهلية

أكثر ما انتشر من الديانات في عصر الجاهلية هو الوثنية، وانتشرت الأصنام في القبائل انتشاراً كبيراً، وكانوا يكبرون بعضها أكثر من غيرها، وكان لكل قبيلة أصنامها، وأعظم أصنام الجاهلية هو هبل وكان على شكل إنسان مصنوع من العقيق ويده اليسرى من الذهب، عبدوها وكانوا يرجونها ويخافون من غضبها ويقدمون لها القرابين ومما يتعلق بالوثنية الاستقسام بالأزلام حيث كان عند الصنم سبعة سهام كتبوا عليها ما يشير لقبول الأمر وعلى بعضها ما يشير إلى رفضه، وكأنهم كانوا يستشيرون آلهتهم فتخربهم عن طريق هذه الأزلام، استخدموها عندما كانوا يشكون في نسب أبنائهم أو إذا أرادوا السفر أو الزواج وغيرها من الأمور، وارتبطت بهذه الأوثان عبادتهم حيث جعلوا لها بيوتاً فكانوا يحجون لها وقامت على أمور الحجاج جماعات مخصصة كان الوصول لها شرفاً عظيماً وقد ابتدعوا وتفننوا في تقديم القرابين لها، فقربوا البحيرة والسائبة والوصيلة والحام وهي أوصاف للأنعام إذا أكملتها قدموها لآلهتهم، وجعلوا الحج في اشهر محددة واعتبروها أشهر حرم يحرم فيها سفك الدم والحروب.

2-اليهودية والنصرانية

دخلت اليهودية إلى الحياة الجاهلية إثر خروجهم من فلسطين على الحجار واليمن وأما النصرانية فانتشرت بداية الأمر بتشجيع من قصير الروم ببسط نفوذه على بلاد الحجاز وكان تجمعهم الأكبر في نجران ودخلها أبرهة الحبشي بعد ذلك، ونشر النصرانية وقد انتشرت تعاليم اليهودية على قلة والنصرانية أكثر منها بقليل، وقد ساهمت تعاليم النصرانية في عودة الحنفية الإبراهيمية.

3-إيمان الجاهلية بالأرواح

آمن الجاهليون بوجود الأرواح وكانوا يعتقدون بوجودها حولهم، وهذه الأرواح منها الخيرة وهم الملائكة، واعتقدوا أنها بنات الله تعالى على ذلك، وجعلوها شركاء لله في العبادة، والأرواح الشريرة هي الشياطين والأغوال والسعلاة، وكانوا يتعبدونها ويخافون منها ويجعلون بينها وبين الله تعالى في ذلك نسباً وكانوا يعتقدون أن للكاهن رئياً من الجن يخبره بالغيب، وساهم هذا في ظهور الكهانة والعرافة، فأما الكهانة فهي معرفة الأمور المستقبلية وأما العرافة فهي معرفة الأمور الماضية، وكانوا يستعملون في ذلك معرفة الأمور وربطها ببعضها لتوقع ما يحصل، ومن الكهان شق أنمار وسطيح بن مازن، ومن الكاهنات طريفة الكاهنة وزبراء وممن اشتهروا بالعرافة رباح بن عجلة والأبلق الأسدي.

4-المثل العليا ومصدرها

عاش الجاهلي بالعصبية القبلية فكان يغضب لغضبها ويرضي لرضاها ولم يعش حياته إلا لها يخلص لها وتفاني في حفظ شرفها ورفع مكانتها وشأنها، حتى تنافسوا في ذلك وأرادت كل قبيلة الفوز بفضل الشرف ومكان الأخلاق فمجدوا هذه المكارم وتباروا للوصل إلى أعلاها، فظهر لديهم الكرم والشجاعة والصدق وإغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج وإكرام النازلين عليهم، وحفظ حقوق الجار، كما أدى لذلك الإسراف في الإنفاق على أنه دلالة على العزة والشرف وقدروا معنى الإنسانية حيث أحسوا بالجوع وغربة السفر وقدموا النيران ليلاً للاهتداء إليها.

القيم المادية في العصر الجاهلي

إن الوثيقة التي صورت لها الحياة المادية في العصر الجاهلي هي الشعر الجاهلي، حيث كان الشعر الجاهلي يصور طبيعة الحياة في كافة جوانبها المعنوية والمادية، حتى أضحت المادية سمة من سمات الشعر الجاهلي، فحولوا المظاهر المعنوية إلى مادية وذلك يرجع لطبيعة الحياة التي عاشها الجاهليون والتي اتسمت بالخشونة وشظف العيش.

وفي النهاية نتمنى أن نكون قد وفرنا لكم كافة التفاصيل التي تتعلق بموضوع القيم الروحية والمادية في العصر الجاهلي ومظاهر الحياة في العصر الجاهلي.