الفائدة من قصة سليمان عليه السلام.. وما أحداث القصة

الفائدة من قصة سليمان عليه السلام.. وما أحداث القصة
الفائدة من قصة سليمان

الفائدة من قصة سليمان عليه السلام يرغب في الاطلاع عليها العديد من الناس؛ على الرغم من أن الكثير من المسلمين قد يكونون قرأوا مضمون القصص في القرآن الكريم إلا أنهم لم يتمكنوا من الوصول إليها على الرغم من ذلك؛ وكما هو معروف أن هناك أكثر من واقعة ذكرها الله عزّ وجل في كتابه الكريم عن نبيه سليمان وهي ما سنسلط الضوء عليها مع الكشف عن بعض الحِكم من ورائها.

الفائدة من قصة سليمان عليه السلام

إن القرآن الكريم تضمن الكثير من الآيات عن نبي الله سليمان عليه السلام والتي فيها جاء ذكر أكثر من واقعة، والتي بكل تأكيد لكلٍ منها حكمة واستفادة؛ ومن هذا المنطلق سوف نشير إلى تلك القصص وفوائدها على النحو الآتي:

أولًا: قصة سليمان عليه السلام مع النملة

الفائدة من قصة سليمان

تأتي القصة الأولى لسيدنا سليمان التي نبدأ في عرضها هي قصته مع النمل، والتي جاء ذكرها في القرآن في الآيات الآتية:

{وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} [النمل: 17 – 19].

أما ما يخص الفوائد من تلك القصة فهي عديدة إذ تأتي من بينها؛ اليقين بقدرة الله جلّ وعلا بأنه قادر على أن يهب عباده -ليس الأنبياء فقط- عظيم النِعم والقدرات التي لا يتخيلها عقل وذلك لأنه الله الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وهذا ما يتبين من تسخيره لنبيه سلمان الجنود من الجن، الإنس والطير.

كذلك نقتطف فائدة أخرى وهي أن المخلوقات الأخرى مثل النمل لهم حياة مثلنا وكذلك يخافون ويبدؤون في وضع الخطط لحماية أنفسهم وهذا من دلائل قدرة الله، أيضًا يتبين لنا مدى الرحمة في قلب نبي الله سليمان الذي سمع قول النملة فلم يقم بإيذائها بل تذكر أن عبد الله وأن ما فيه إلا نِعمته عليه ليس إلّا.

ثانيًا: قصة سليمان مع الهدهد

أما القصة الثانية فهي ما كانت مع النبي سليمان والهدهد والتي جاء ذكرها في الآيات الكريمة الآتية {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ} [النمل: 20 – 24].

أما الفوائد من تلك القصة فهي أن من شيم الملوك “سليمان عليه السلام كان ملكًا” هو تفقّد أحوال الآخرين وبالأخص الجنود والانتباه إلى غيابهم ومعرفة أسبابه مع وضع العقوبات على من يخلّ بنظامهم بما يقتضيه الأمر دون ظلم أو عدوان.

نستفيد أيضًا أن الله جلّ وعلا قد جعل الهدهد سببًا لهداية قومٍ لم يعلمه بوجوده في الأصل وهذا من دليل أن الله إذا أراد شيئًا سبّب له الأسباب لتكون، وكذلك أن مخلوقات الله جميعًا تؤمن به وتقدسه ولكن الإنسان هو المخلوق الظلوم لنفسه بإنكار تلك العبادة.

ثالثًا: قصة سيدنا سليمان مع بلقيس ملكة سبأ

أما القصة الثالثة فهي ما بين سليمان عليه السلام وملكة سبأ ومما ذكر منها في القرآن نستعرض الآيات التالية:

{قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ} [النمل: 38 – 43].

في تلك القصة يتبين لنا أن من فعل نبي الله سليمان أن القائد الحكيم لا بد له أن يتيقن من كل صغيرة وكبيرة تُرد إليه؛ فعندما أخبره الهدهد بقصة قوم سبأ لم يقم بتجاهله ولم يصدقه تمامًا بل أمره بإرسال الكتاب ليتضح له هل هو صادق أم كاذب.

أيضًا أن المؤمن بحق يستخدم نعم الله عليه من أجل طاعته وليست معصيته؛ وهذا ما يتبين من استخدامه قوة العفاريت التي سخرها الله له في أمرٍ يكون من وسائل دعوة قوم سبأ إلى عبادة الله.

كذلك اللحظة التي آمنت فيها ملكة سبأ عندما انكشفت أمامها الآيات نستفيد منه أن الهداية من عند الله ولكنها تستلزم عقل مُنار ليس جامدًا عند رؤية الحق والعدول عنه حتى لو رأى أمامه عين اليقين.

إن الله جلّ وعلا لا يذكر في كتابه الكريم إلا ما له حكمة وموعظة لعباده؛ وهذا ما يتضح بصورة جليّة في قصص الأنبياء المذكورة في القرآن الكريم التي كلما قرأها المسلم استنبط منها حكمة تلو الأخرى، ومما أشرنا إليه في السطور السابقة هي قصص نبي الله سليمان عليه السلام.

Questions & Answers

أين تقع مملكة سبأ حاليا؟

حسب المعلومات الواردة تاريخيًا فإنها توجد في دولة اليمن حاليًا.

هل النبي سليمان تزوج بالملكة بلقيس؟

اختلف في صحة الأمر الكثير من العلماء؛ فهناك من أكد على حدوث الزواج وهناك من أنكره.

ما صلة القرابة بين داود وسليمان عليهما السلام؟

نبي الله سليمان هو ابن النبي داوود عليهما السلام.