الأساليب البلاغية في قصيدة قذى بعينك.. الصورة الفنية في شعر الخنساء

تنوعت الأساليب البلاغية في قصيدة الخنساء حيث أظهرت حبها واشتياقها لأخيها في هذ القصيدة، فقد كان سبب هو التنوع في الأساليب البلاغية هو أن تستطيع أن تصف كل مشاعرها في قصيدة قذي بعينك، مما يجعلها أوقع في النفس من غيرها، فنجد الخنساء تبدأ قصيدتها بسؤال يكمن ورائه السبب الأساسي وهو اعطاء المستمع حق التخيير فيما أصابها.

الأساليب البلاغية في قصيدة قذي بعينك

تعد الخنساء من أوائل الشاعرات العرب، فتميز شعرها بالرقة والعذوبة، كما أنها ابدعت في الرثاء، ولم يتفوق عليها أحد في هذا اللون من الشعر.

فتتحدث في بداية القصيدة عن الألم الت تشعر به فقدان صخر، وتنتقل بعد ذلك عن وصف اشتياقها وحزنها عليه، فهي مثل أي أم تشعر بتمزق القلب بعد فراق مولدها، وتنتقل بعد ذلك لتري أن الموت شيء حتمي لا مفر منه في هذه الحياة.

وبعد ذلك تتناول قصيدتها فجيعتها علي موت أقرب الأشخاص لها وهو أخيها ليتجدد الحزن بداخلها مرة أخري، وبعد ذلك تقوم بوصف خصال اخيها من كرم وجود وشهامة. وتنهي القصيدة بالحديث عن الأثر الذي تركه أخيها في نفوس أهله بعد موته.

الصورة الفنية في قصيدة الخنساء

تعدد في قصيدة الخنساء الصور البيانية فالصور البيانية المعروفة هي، التشبيه بأنواعه والاستعارة وهي تتضمن نوعان، والكناية بأنواعها، ومن الصور البيانية في القصيدة ما يلي:

• الاستعارة: وهي تشبيه ولكن حذف أحد طرفيه، وتنقسم إلي قسمان وهما، الاستعارة التصريحية، والاستعارة المكنية، وهذه القصيدة تتضمن النوعين.
• الكناية: ونجدها في هذه القصيدة في أبيات مثل:

طلق اليدين لفعل الخير ذو فجر    ***    ضخم الدسيعة بالخيرات أمار

• التشبيه: ونجد التشبيه يكثر في هذه القصيدة مثل بيت فقد استخدمت هذا التشبيه لإيصال المعني:

وإن صخر لتأتمر الهداة به     ***      كأنه علم في رأسه نار

ابيات من قصيدة قذي للخنساء

كتبت الخنساء هذه القصيدة من أجل شيء واحد وهو رثاء اخيها الأصغر صخر، فهو كان لديها اخيها كما أنها كانت تعتبره ابنها الصغير الذي لم تنجبه، وفيما يلي نعرض بعض أبيات هذه القصيدة، حيث تقول الخنساء:

قَذىً بِعَينِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُ      ***      أَم ذَرَفَت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُ

كَأَنَّ عَيني لِذِكراهُ إِذا خَطَرَت      ***      فَيضٌ يَسيلُ عَلى الخَدَّينِ مِدرار

تبكي لِصَخرٍ هِيَ العَبرى وَقَد وَلَهَت ***      وَدونَهُ مِن جَديدِ التُربِ أَستار

تبكي خُناسٌ فَما تَنفَكُّ ما عَمَرَت    ***       لَها عَلَيهِ رَنينٌ وَهيَ مِفتارُ

تبكي خُناسٌ عَلى صَخرٍ وَحُقَّ لَها   ***   إِذ رابَها الدَهرُ إِنَّ الدَهرَ ضَرّارُ

تعريف الخنساء وخصائص شعرها

تسمي الخنساء، تماضر بنت عمرو بنت الحارث ولكنت لقبت بالخنساء لارتفاع أرنبتي أنفها، وهي شاعرة وصحابية أيضًا.

فعاصرت الخنساء الجاهلية ثم دخلت بعدها الإسلام، وقد كانت من عائلة من إشراف العرب، كما انها عرفت برثائها لصخر ومعاوية أخويها.

كان لشعر الخنساء خصائص عدة منها: الرثاء، وهذا كان قبل الإسلام، والهجاء وذلك من خصائص شعر الخنساء في الندب.

ولكن بعد دخول الإسلام اختلفت خصائص الشعر لديها، ومنها الحث على الجهاد بدلا من الهجاء والندب والحزن.

فقد ذكر لنا التاريخ كثير من المواقف الي مرت بيها الخنساء والتي أثرت فيها بشكل كبير كموت أخويها.

وفي النهاية نرجو من الله أن نكون قد وفقنا عرض مقال وافي عن تحليل قصيدة الخنساء والتي تتضمن رثائها لأخيها صخر كما عرضنا الصورة الفنية داخل القصيدة، وطرحنا لكم بعض أبياتها، حتى أننا لم ننسي أن نقوم بطرح لمحة عن شخصية الشاعرة.