إبراهيم بن أدهم البداية والنهاية

يعد إبراهيم بن أدهم البداية والنهاية أحد التابعين والفقهاء لأهل السنة والجماعة كما انحدر عصره من منطقة بلخ في دولة أفغانستان واسمه إبراهيم بن أدهم، أبو إسحاق، إبراهيم بن منصور بن زيد بن جابر العجلي، كما يقال له التميمي، وله بعض الأقوال المؤثرة ومن خلال هذا المقال نوافيكم إبراهيم بن أدهم البداية والنهاية، بالإضافة إلى الاطلاع على إبراهيم بن أدهم السيرة الذاتية.

إبراهيم بن أدهم البداية والنهاية

قصة إبراهيم بن أدهم تم التطرق إليها في كتاب” البداية والنهاية” لابن كثير، فقد تم الحديث عن أن حذيفة المرعشي قد خدم إبراهيم بن أدهم وصحبه، فقال حذيفة قد بقينا في طريق مكة ولم نحصل على الطعام لمدة أيام، فدخلنا إلى الكوفة وتم إيوائنا في مسجد خرب فقد نظر على إبراهيم وقال: يا حذيفة هل أنت جائع؟

فرد عليه ما أرى الشيخ، فقال يا براهيم ” على بدواة وقرطاس“! فجاء بهما وكتب:

بسم الله الرحمن الرحيم

أنت المقصود بكل حال، والمشار إليه بكل معنى.

ثم قال:

أنا حامد أنا شاكر، أنا ذاكر…أنا جائع أنا ضائع، أنا عــاري

هي ستة وأنا الضمين لنصفها…فكن الضمين لنصفها يا باري

مدحي لغيرك لهب نار خضتها…فأجر عُبيْدَك من دخول النار

والنار عندي كالسؤال فهل ترى…ألا تُكَلِّفَنــــي دخول النار

ثم دفع إليّ الرقعة وقال: اُخرج ولا تُعلِّقْ قلبك بغير الله!

وادفع الرقعة إلى أول من تلقاه!

قال: فخرجت فأول من لقيت رجل راكب على بغلة، فدفعتها إليه، فأخذها وبكى! وقال: ما فعل صاحب هذه الرقعة؟ فقلت: هو في المسجد الفلاني. فدفع إلي صُرَّة فيها ستمائة دينار. ثم لقيت رجلا فقلت له: من صاحب هذه البغلة؟ فقال: نصراني! فجئت إبراهيم وأخبرته.

فقال: لا تمسها فإنه يجيء الآن. فلما كان بعد ساعة جاء وأكبَّ على رأس إبراهيم بن أدهم وأسـلــــم…

 إبراهيم بن أدهم السيرة الذاتية

بعد الاطلاع على إبراهيم بن أدهم البداية والنهاية نوافيكم بالسيرة الذاتية لإبراهيم بن أدهم حيث تتضمن أبرز المعلومات عنه وهي كما يلي:

• تاريخ الميلاد: 13من مايو 718
• تاريخ الوفاة: سنة 776
• مكان الدفن: جبلة
• مواطنة: الدولة الأموية (–750) – الدولة العباسية (750–).
• الديانة: الإسلام، أهل السنة والجماعة، صوفية، حنفية
• التعليم: تعلم لدى الفضيل بن عياض
• المهنة: زاهد، عالم عقيدة، مسلم.

قصة هداية إبراهيم بن أدهم

في ضوء الحديث عن إبراهيم بن أدهم البداية والنهاية نوافيكم بأن إبراهيم بن أدهم من أبناء الملوك والمياسير، وقد خرج للصيد وقد أثار الثعلب وكان في طلبه/ وقد هتف به هاتفًا من قربوس سرجه:” والله! ما لهذا خلقت!، ولا بهذا أمرت!”. كما نزل عن دابته وقد صادف راعيًا لأبيه..

كما أخذ جبته ولبسها وقد أعطاه الثياب والقماش والفرس كما ترك أسلوبه في التزين بالدنيا ورجع فيما بعد إلى طريق الورع والزهد، وقد خرج بعد ذلك إلى مكة وقد صحبه في الطريق سفيان الثوري والفضيل بن عياض، كما دخل بلاد الشام وكان يعمل بها ويأكل من جهده وعمل يده..

وفاة إبراهيم بن أدهم

بعد الشروع في إبراهيم بن أدهم البداية والنهاية نوافيكم بأن إبراهيم بن أدهم قد توفي في عام 162ه، وهو أحد المرابطين المجاهدين في إحدى جزر البحر المتوسط، وعندما شعر بدنو أجله ذهب إلى ذويه وقال لهم:” أوتروا لي قوسي”

فقاموا بوتره، فقد قبض على القوس ومات يرغب في الرمي بها، كما أن هناك بعض الأقوال تفيد بأنه قد مات في حملة بحرية على البيزنطيين وتم دفنه في مدينة جبلة على الساحل السوري..

 أقوال جميلة ومؤثرة لإبراهيم بن أدهم

بعد استيفاء التعرف على إبراهيم بن أدهم البداية والنهاية نوافيكم بمجموعة من الأقوال الجميلة والمؤثرة لإبراهيم بن أدهم وهي كالآتي:

• «أعلم أنك لا تنال درجة الصالحين حتى تجوز ست عقبات: أولاها: تغلق باب النعمة، وتفتح باب الشدَّة. والثانية: تغلق باب العزِّ، وتفتح باب الذلِّ. والثالثة: تغلق باب الراحة، وتفتح باب الجهد. والرابعة: تغلق باب النوم؛ وتفتح باب السهر. والخامسة: تغلق باب الغنى، وتفتح باب الفقر. والسادسة: تغلق باب الأمل، وتفتح باب الاستعداد للموت.»
• «الفقر مخزون في السماء، يعدل الشهادة عند الله، لا يعطيه إلا لمن أحبه.»
• «إنما يتم الورع بتسوية كل الخلق في قلبك، والاشتغال عن عيوبهم بذنبك، وعليك باللفظ الجميل من قلب ذليل لرب جليل، فكر في ذنبك وتب إلى ربك ينبت الورع في قلبك واقطع الطمع إلا من ربك.»
• «إني لا أقدر على قيام الليل فصف لي دواء!!» فقال: «لا تعصه بالنهار وهو يقيمك بين يديه في الليل، فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف، والعاصي لا يستحق ذلك الشرف.»
• «على القلب ثلاثة أغطية: الفرح، والحزن، والسرور. فإذا فرحت بالموجود فأنت حريص، الحريص محروم. وإذا حزنت على المفقود فأنت ساخط، والساخط معذب. وإذا سررت بالمدح فأنت معجب، والعجب يحبط العمل. ودليل ذلك قول القرآن: (لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم)»

 قد عرف إبراهيم بن أدهم بالتفكير الكثير والصمت وكذلك العزوف عن حب الدنيا ومغرياتها كالشهرة والمال والجاه، وقد عاش حياته حريصًا على الجهاد في سبيل الله وعدم الفتور عنه، وكان زاهدًا يدعو الناس إلى الجد والإتقان في العمل..