أنواع الطين الذي خلق منه الإنسان

أنواع الطين الذي خلق منه الإنسان
أنواع الطين الذي خلق منه الإنسان

من أهم ما يحثنا الله عز وجل عليه التدبر فيه وفي مخلوقاته ومعجزاته في الكثير من الأمور، ومن بين الأمور التي نقف عندها خلق الإنسان، حيث يتساءل كثيرون حول كيفية خلق الإنسان من طين، وهذا ما يجعلنا نتطرق إلى معرفة أنواع الطين الذي خلق منه الإنسان من خلال هذا المقال.

أنواع الطين الذي خلق منه الإنسان

أنواع الطين الذي خلق منه الإنسان

اهتم القرآن بخلق الإنسان بشكل كبير وهو في بطن أمه، حيث إن خلق الإنسان وحده لهو الإعجاز بحد ذاته، وبحث في هذا الأمر الكثير من العلماء المسلمين وغير المسلمين، لكن اهتم معظمهم بالمادة الخام التي خُلق منها الإنسان أي التي خُلق منها سيدنا آدم قبل نفخ الروح به.

ومع تعدد الآيات التي ذكرت المادة التي خُلق منها الإنسان وأيضًا تعدد المصطلحات والمفردات قال موريس بوكاي: “.. إذا الإنسان قد كون من المواد الموجودة في الأرض وينبثق هذا المبدأ بجلاء تام من عدة آيات حيث إن المواد المكونة قد جرى التعبير عنها بأسماء مختلفة..”.

وعليه نشير إلى أنه هناك الكثير من المصطلحات التي يمكن أن نقول إن الإنسان خُلق منه، وذُكرت في القرآن الكريم والتي من بينها:

1- الأرض

من بين المفردات التي قيل إن الإنسان خُلق منها هي الأرض، حيث قال الله عز وجل: {…هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ۖ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ} [سورة النجم: 32].

كما قال جل جلاله: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا * ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا} [سورة نوح 17، 18].

2- التراب

إن التراب في المعجم الوسيط ما نعم من أديم الأرض، أما عن التربة فهي جزء من الأرض السطحي الذي يكون صالحًا لكي يكون مهدًا للنبات، كما ذُكر على لسان العرب قديمًا أن تربة الأرض أي طاهرها.

وقد قال الله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [سورة آل عمران:59].

3- الطين

إن الطين في معناه هو التراب المختلط بالماء، وأُطلق عليه ذلك وإن زالت عنه رطوبة الماء، كما ذُكر على لسان العرب الطين هو الوحل، الطي اللازب، الطين اللاصق، أو اللزج.

من بين مواضع القرآن التي ذُكرت به كلمة طين هي ما يلي:

  • قال الله تعالى: {فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا ۚ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِب} [سورة الصافات: 11].
  • كما قال الله جل وعلا: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ} [سورة المؤمنون: 12]، يُقصد بقول الله تعالى سلالة من طين تبعًا لما قاله قتادة استل آدم من طين فأُطلق عليه سلالة.

4- الصلصال

الصلصال تبعًا لما جاء على لسان العرب أنه الطين اليابس الذي يصل من يبسه أي يصوت، ويُذكر أيضًا أن الصلصال جاء من الطين، وذلك إذا لم يكن خزفًا، الجدير بالذكر أن الجوهري قال إن الصلصال هو الطين الحر المخلوط برمل فصار متصلصلًا في حالة جفافه، وإذا تم طبخه بالنار صار فخارًا.

قال الله تعالى عن خلق الإنسان من صلصال: {خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ} [سورة الرحمن: 14].

5- الحمأ

إن الحمأ في المعجم يعني الطين الأسود المنتن، ويُذكر أنه تبعًا لبعض الأقاويل أنه متغير منتن، وهذا تبعًا لأبي عمرو، أما عن ابن عباس فقد قال إنه الرطب، وقد ذُكرت الكلمة في القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} [سورة الحجر: 26].

مسنون تعني المملس، المصور، المنتن، حيث قال أبو عبيدة المسنون المصوب أي المصبوب على صورة، حيث يُقال سننت التراب أي صببته صبًا.

وعليه نشير إلى أن المفردات الخمس الأرض، التراب، الطين، الصلصال، الحمأ قد قيلت في الكثير من الآيات، حيث ذُكرت تلك المفردات في الكثير من المواضيع في القرآن واختلف المفسرون حول هذا التعدد بشأن المادة الترابية التي خُلق منها سيدنا آدم، ونتعرف على تلك الاختلافات من خلال ما يلي:

كيف تعامل الباحثون والمفسرون مع هذا التعدد في المفردات

هناك الكثير من الاختلافات التي ذُكرت حول المادة الترابية التي خُلق منها الإنسان، ومن بين الآراء التي انتشرت ما يلي:

  • لم يقف البعض أمام التعدد في المفردات، حيث تم الاكتفاء بالإشارة إلى معاني تلك الكلمات، وكان من بينهم ابن كثير حول تفسير آية ولقد خلقنا الإنسان من صلصال…حيث قال ابن عباس وقتادة ومجاهد أن الصلصال هنا هو التراب اليابس الطاهر.
  • اعتبر البعض الآخر تلك الكلمات مترادفات ليس إلا وهي لها نفس المعنى، وكان هذا هو رأي طلال غزال.
  • هناك فريق ثالث ذكروا أن تلك المصطلحات هي أسماء لعناصر مختلفة، وأن الإنسان مر بهذه العناصر جميعها وخُلق منها، حيث أشار من خلال الآيات أن آدم عليه السلام خُلق من تراب أولًا ثم صار طينًا فحمًأ مسنونًا ثم لازبًا ثم فخارًا، فكأنه خُلق من هذا وذاك وهكذا.
  • أشار فريق آخر إلى أنه هناك نوع من التطور الذي طرأ على المادة الأصلية التي خُلق الإنسان منها، حيث مرت تلك المادة بالكثير من المراحل المختلفة.

المراحل التي خُلق بها الإنسان

مما سبق يمكن التلخيص بأن المادة الترابية التي خُلق الإنسان مرت بثلاث مراحل تتمثل في الآتي:

  • المرحلة الطينية وهي المرحلة الأولى التي بدأ منها خلق الإنسان، ومن أهم مميزات الطين اللزوجة مثلما وُضح في سورة الصافات.
  • المرحلة الحمئية وهي ثاني المراحل، حيث يتحول الطين إلى مادة أخرى تكون مُشتقة منه وهي الحمأ أي الطين المتغير أو المنتن كما ذُكر من قبل.
  • المرحلة الصلصالية وهي آخر مرحلة، حيث تنتقل مادة الحمأ المسنون إلى صلصال، وتشبه مادة الفخار الذي يعد طينًا تم طبخه.

 

بعد معرفة أنواع الطين الذي خلق منه الإنسان نذكر أنه يمكن القول إن المادة الترابية التي خُلق منها الإنسان كانت طينًا رمليًا طريًا، وتحول بفعل عملية التصخر في مرحلة مبكرة إلى حمأ، وفي المرحلة الأخيرة تحول إلى صلصال أو طين صفحي، ويمكن أن تكون هي آخر مادة تم التصوير عليها.

الأسئلة الشائعة

ما هي أنواع الطين؟

أنواع الطين (الطين الصيني العتيق، الطين الحجري، طين الخزف، طين النار، الطين الكروي).

هل جسم الإنسان مصنوع من الطين؟

المخلوقات جميعها مصنوعة من المركبات الكيميائية التي توجد في الأرض.

هل الطين هو نفسه الغبار؟

الغبار يعد جزئيات من الطمي والطين المجفف.