آثار الزواج المبكر على الأسرة وكيفية القضاء على هذه الظاهرة

من الظواهر الاجتماعية السيئة التي لازالت متواجدة بكثرة في المجتمعات، وبخاصة المجتمعات النامية هي ظاهرة الزواج المبكر، فما هي آثار الزواج المبكر على الأسرة وكيفية القضاء على هذه الظاهرة، حيث أن لها آثار وجوانب سلبية متعددة، مما يجعل القضاء عليها أمر حتمي، ومن خلال موقعنا سنعرض آثار الزواج المبكر.

آثار الزواج المبكر

تُعد ظاهرة الزواج المبكر من أكثر الظواهر خطورة في المجتمع، حيث يترتب عليها مخاطر متعددة، وفيما يلي آثار الزواج المبكر:

1- عدم استقرار الزواج

من أبرز آثار الزواج المبكر هي عدم استقرار الزواج، حيث أثبتت عدد من الدراسات أن نسبة الطلاق ترتفع في حالات الزواج المبكر، ففي إحصائيات تم إجراؤها في إثيوبيا أظهرت أن نسبة 27% من حالات الزواج في مناطق الحضر و19% في مناطق الريف قد انتهت بالطلاق، كما أظهرت أن نسبة 56% من الذين تزوجوا عدة مرات قد انتهى زواجهم الأول إما بسبب صغرهم أو بسبب عدم اهتمامهم بالزواج.

2- التأثير على صحة الفتاة

الزواج المبكر يشكل خطورة بالغة على صحة الفتاة، فهو يحرمها من حقها في اتخاذ القرارات الخاصة بالإنجاب أو ممارسة الجنس بطريقة آمنة، وهو ما يجعلها عرضة للإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا، هذا إلى جانب إنجابها في سن يكون جسدها غير مهيأ للإنجاب، وهو ما قد ينتج عنه التعرض للإجهاض أو وفاة المولود.

بالإضافة إلى إصابة الأم بعدة مضاعفات خطيرة مثل ناسور الولادة، بسبب عدم اكتمال نضجها البيولوجي، مع عدم الوعي الكافي بأهمية الحصول على معلومات فيما يتعلق بالصحة والجنس والإنجاب.

3- التعرض للعنف

في كثير من الحالات تتزوج الفتيات في سن مبكر من رجال يكبرهن في العمر، وهو ما ينتج عنه وجود خلل في توازن القوى في العلاقة بين الشريكين، هذا إلى جانب أن نسب العنف الأسري من قِبل الزوج تُعد اكثر شيوعًا بين الفتيات اللاتي تزوجن مبكرًا عن غيرهن مما أقبلت على خطوة الزواج بشكل مدروس.

4- الحرمان من الحقوق الفردية

يمنع الزواج المبكر الفتاة من حصولها على حقوقها الفردية الخاصة، والتي تتضمن على ما يلي:

• حق الفتاة في التعليم.
• الحق في التعلق بالوالدين وعدم الانفصال عنهم، والإحساس بالأمن والاطمئنان.
• الحق في العمل.
• الحق في الحماية من التعرض للعنف الجسدي والعقلي، ويشمل ذلك على الاعتداء، الاغتصاب، الاستغلال الجنسي.
• الحق في الحماية من أي نمط من الأنماط التي تؤثر على أي جانب متعلق برفاهية الطفل.
• الحق في المشاركة في الحياة الثقافية.

5- عدم المساواة بين الجنسين

الفتيات المتزوجات في عمر مبكر هم الأكثر عرضة للتعرض للعنف المنزلي، ويحتلن مكانة أدنى في المجتمع، وذلك لأنه في كثير من الأوقات يتم حرمان الفتاة من حقها في التعليم أو العمل، وبالتالي مع كل قاصر تتزوج نفقد طبيبة أو مخترعة أو معلمة.

6- زيادة معدلات وفيات الرضع

زواج القاصرات ينعكس بشكل خطير ليس فقط على الفتات، ولكن ايضًا الأطفال حديثي الولادة، حيث أن وفيات الأطفال حديثي الولادة ترتفع بنسبة تُقدر بحوالي 50% بين الأمهات اللاتي يكونن في عمر أقل من 20 عامًا.

كيفية القضاء على ظاهرة الزواج المبكر

تُعد ظاهرة الزواج المبكر من أكثر الظواهر خطورة، ولذلك لابد من التصدي لها بحزم، والتوعية بمخاطرها المتعددة، حيث ينتج عنها ضياع مستقبل الفتاة وتأثر صحتها النفسية والجسدية، وفيما يلي بعض الطرق التي تساعد في القضاء على ظاهرة الزواج المبكر:

1- سن تشريعات تمنع زواج القاصرات

العديد من الدول تسن تشريعات تمنع زواج القاصرات، ومع ذلك لا يتم الإلتزام بتلك التشريعات، ولذلك لابد على المؤسسات والجهات المعنية أن تعمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وإلزام المختصين بمتابعة البرامج التي تعمل على التصدي لهذا الزواج، وإيجاد قوانين من شأنها أن تتصدى بقوة لتلك الظاهرة.

2- عمل برامج توعية مجتمعية

لابد للمجتمع أن يغير بعض العادات والتقاليد التي تم توارثها، والتي تدعم زواج القاصرات، وذلك من خلال زيادة الوعي وفق برامج توعوية تبرز خطورة هذا الزواج على الفتيات، ويتم بث هذه البرامج عبر المؤسسات التابعة للدولة كانت المدنية أو عبر مختلف وسائل الإعلام، إلى جانب ذكر تجارب فتيات أقبلن على الزواج في عمر صغير، وما تعرضن له من أخطار.

3- توفير متطلبات الحياة الكريمة

وتم ذلك من خلال السعي الدائم نحو تمكين المرأة في المجتمع، مما يساعدها على إيجاد فرصة عمل مناسبة لها وبالتالي تأمين حياة أفضل لها، وبالتالي لن تكون في حاجة إلى الزواج من أي شخص، ولكنها ستتأنى في الاختيار، فهي لن تكون بحاجة إلى من يؤمن لها متطلبات المعيشة.

4- دعم تعليم الفتيات

عن طريق تشجيع أسرة الفتاة على استكمال تعليمها، بالإضافة إلى قيام المؤسسات التعليمية بتعزيز ثقافة الفتيات وأسرهم، وزيادة الوعي لديهم بأهمية الحصول على الشهادة الجامعية، ومساهمتها في زيادة الوعي الفكري للفتاة مما يساعدها فيما بعد على اختيار الزوج بطريقة واعية.

أسباب الزواج المبكر

تتعدد أسباب الزواج المبكر، التي تدفع الأسر نحو تزويج بناتهم في عمر صغير، ومن أبرز هذه الأسباب ما يلي:

• محدودية التعليم.
• عدم الالتزام بالقوانين والتشريعات التي تقرها الدولة فيما يتعلق بالزواج المبكر للفتيات.
• تدني الأوضاع الاقتصادية.
• العادات والتقاليد، حيث تعتقد بعض الأسر أن الفتاة تكون مؤهلة للزواج بمجرد وصولها إلى سن البلوغ.

من خلال المقال السابق نكون قد عرضنا آثار الزواج المبكر على الأسرة وكيفية القضاء على هذه الظاهرة، من أكثر الظواهرة خطورة في المجتمعات هي ظاهرة الزواج المبكر، التي لابد من العمل بكل حزم على القضاء عليها.